الإعلام والرأي العربي الحرّ: المهمّة أُنجزت أو تكاد



(انقر لقراءة المقال كما ورد بالمساء المغربية - السبت/الأحد 3/2 أبريل 2011) لا شك أن معظم الأنظمة العربية كانت تدرك حجم المخاطرة حين سمحت بتواجد الإعلام المستقل المحلي والأجنبي على أراضيها وفي متناول رعاياها، وهي التي جعلت من التعتيم الإعلامي والإطباق على المعلومات حجر الزاوية في خططها طويلة الأمد، الرامية إلى تأبيد السيطرة على السلطة وعلى آليات انتقالها ومنع أي نوع من النقد أو المعارضة، لكن الأنظمة العربية كانت دون استثناء في وضع المرغم لا البطل، نظرا إلى ما تعرضت له منذ بداية تسعينيات القرن الماضي من ضغوط دولية تزامن تشديدها وتكثيفها مع انطلاق ما سمي «مسلسل السلام» العربي الإسرائيلي. وعلاوة على الضغوط السياسية والاقتصادية التي مورست عليها، رأت الأنظمة العربية أن الترخيص للإعلام المستقل بالممارسة والبث والنشر مجازفة ضرورية....... (المقال بأكمله؟ انقر هنا)

.
2011-03-10
( انقر لقراءة المقال كما نشر بالقدس العربي ) أو ( كما نشر بالمساء المغربية ) ............. قد يبدو مستغربا الربط بين الأنظمة العسكرية وتنامي النزعات الانفصالية، بل قد يجد البعض في هذا الربط نوعا من التناقض. أما وجه الغرابة فمرده إلى ما عهدناه من الأنظمة العسكرية التي ابتليت بها بلدان عربية عدة، من إحكام للقبضة الأمنية والاستخبارية، بشكل يقمع أي توجه نحو التعدد أو الاختلاف في إطار البلد الواحد، فبالأحرى أن تسمح تلك الأنظمة الشمولية بوجود تيارات انفصالية، بمعنى أن ما يبدو ظاهريا هو أن الأنظمة العسكرية هي الأضمن للوحدة والأقدر على التصدي لنزعات الانفصال إن وجدت ولو بقوة الحديد والنار. هذا إذا سلّمنا بأن نشوء وتطور نزعات الانفصال طبيعي ومن قبيل القدر المحتوم، لكن ماذا لو تساءلنا لحظة عن أسباب نشوء تلك النزعات الانفصالية؟ ماذا لو انتبهنا إلى كون الأنظمة العسكرية هي ذاتها من أبرز مسببات الانفصال؟
.
2011-03-05
(انقر لقراءة المقال كما نشر بالقدس العربي) أو (كما نشر بالمساء المغربية) لم تخرج مملكة البحرين وغيرها من الملكيات العربية عن دائرة الدول المحتقنة، وإن بدرجات متفاوتة سياسيا واجتماعيا، والمشبعة بوقود الثورة سريع الاشتعال، فقد كانت البحرين من أوائل الدول المستوردة لشرارة الانتفاضات العربية، وسبقت إلى ذلك ليبيا التي توشك على الإطاحة بالنظام الدموي للعقيد القذافي، وإلى اليوم لا يبدو أن الوضع بالبحرين ماض نحو الانفراج، بعد الردّ العنيف والمتسرع وغير المبرّر الذي نفذته السلطات البحرينية، وأدى إلى مقتل وجرح العديد من المحتجين، وبعد أن نزل الجيش إلى الشارع بدباباته ومدرّعاته وكأنه سيواجه ديناصورات أو كائنات فضائية لا مواطنين مسالمين عزلا، مما يكشف جانبا...
.
(انقر لقراءة المقال كما نشر بصحيفة القدس العربي اللندنية) أو (كما ورد بالمساء المغربية)..... كان للثورة الإيرانية في نهاية سبعينيات القرن الماضي، وقع الصدمة على الأنظمة العربية، التي نظرت إلى نظام الملالي الجديد نظرة ريبة وتوجس، ورأت فيه خطرا على أمنها واستمرارها، فكانت وما زالت تأخذ مسافة من النظام الإيراني، ان لم تقاطعه أو تسهم في حصاره، ولم يكن ذلك حزنا على نظام الشاه البائد، وإنما خشيةَ أن تصدّر إيران ثورتها إلى الدول العربية المجاورة، فتمتد إلى البقية.
ورغم 'واقعية' المخاوف و'جدية' التهديد آنذاك، إلا أن الزمن أثبت أن الثورة الإيرانية 'لزمت حدودها' أو أنها لم تبرح حدود نفوذها الشيعي على أقصى تقدير، واتضح أن مخاوف الأنظمة العربية لم تكن في محلها....

.

2011-01-29
(انقر لقراءة المقال كما ورد بصحيفة القدس العربي) شبت الثورة التونسية وفاجأت الديبلوماسيين قبل المتتبعين العرب والأجانب بلا استثناء، فقد حصل من جراء سبق الشعب التونسي ما يشبه فوز حصان لم يراهن عليه أحد أبدا، بسباق عريق وشهير تكثر فيه الخيول المرشحة بقوة. وباستثناء الفترة التي امتدت من انطلاق الاحتجاجات الشعبية إلى غاية الفرار المَهين لـ'بن علي'، باستثناء تلك الفترة التي زاد خلالها المتنبئون بسقوط النظام وكنت منهم في مقال مرسل إلى القدس العربي بأكثر من أسبوع قبل سقوط بن علي حيث كتبت بالحرف: 'لقد ولّد الضغط والقهر والنهب موجة من 'الانتحارات المتسلسلة' هي عبارة عن 'انفجارات باطنية صغيرة' مرشحة بقوة لأن تتمظهر لاحقا على شكل عنف شامل....
.
2011-01-15
في الوطن العربي 'الكبير' كما يحلو لنا عادة أن نصفه، الكبير 'جدا' أو 'أكثر من اللازم' أو 'أكثر ممّا ينبغي له' كما يعتبره دوما أعداؤه وخصومه الكثر، في هذا الوطن العربي الكبير الذي ننسى أحيانا أنه ما زال 'افتراضيا' وأنه متشظٍّ لحد الآن، وقبل استفتاء السودان، وترسيم طائفية لبنان، وتأكيد انفصال أرض الصومال وقيام دولة بكردستان، متشظّ إلى اثنين وعشرين إربا يحمل كل منها زورا اسم الوطن إذ لا أحد منها سبق أن احتوى إلى الآن على الأقل، على مواطنين حقيقيين بكل ما يفترض أن يترتّب عن صفة المواطنة من تمتع الجميع بالحقوق ومحاسبة الجميع على الواجبات، في هذا الوطن الهلامي العجيب......
.

2011-01-08
لأنها دولة مصطنعة قائمة منذ نشأتها على الغصب والنهب، ولأنها استُنبِتت في محيط 'عدائي' ما فتئ يرفضها ويلفُظها منذ قيامها، لا يمكن لإسرائيل إلا أن تكون دائمةَ التوجّس والارتباك وغير آمنة فيما تدعي أنها حدودها، ولا يسَعُها إلا أن تفكّر بعقلية 'الشريط الأمني' الواجب احتلاله أو تحييده أو نزع سلاحه (سيناء، جنوب لبنان، الجولان، غور الأردن).
ولأنها وضعت نفسها في عزلة سياسية واستراتيجية منذ مولدها غير الطبيعي، ولأن الغرب الذي أنشأها باستنساخِ وَهْمِ 'الدولة اليهودية'، أتاح لها من أسباب الوجود والتطور والهيمنة الكثير، لا يمكنها)... (أنقر لقراءة المقال كما نشر بصحيفة القدس العربي اللندنية)
.
سواء كانت تسريبات ويكيليكس فضيحة أو مؤامرة، كما تساءل استطلاع الرأي الذي تقوم به حاليا قناة الجزيرة، فإن لتلك التسريبات حسنات عدّة إذا نظرنا إليها طبعا بمنظار الشعوب ومصالحها العليا الآنية والمستقبلية، وليس بمنظار الحكومات أو الزعماء والقادة الذين أثارت التسريبات الانتباه إليهم وإلى خروقاتهم ودسائسهم وإلى ما كان يَرُوج حولهم في السر والعلن، وما لم تترك الصحافة المستقلة للمفاجآت فيه نصيب، حول تواطؤاتهم وممارساتهم المشبوهة، فالتسريبات وإن كانت في معظمها عبارة عن تقييمات وتقديرات وآراء غير مرفوقة في الغالب بما يبرهن على صحتها أو دقتها، فهي على كل حال شهادات دبلوماسية موثقة لسفراء ومسؤولين رسميين، وهي في المحصلة إما شهادات إثبات لما نفته الحكومات أو شهادات نفي لما أثبتته... (انقر لقراءة المقال كما نشر بالقدس العربي اللندنية- أو - كما نشر بالمساء المغربية)
.
استغرب الرأي العام المغربي ممثلا بجزء كبير من الصحافة المستقلة واسعة الانتشار موقف النائبة البرلمانية المغربية كجمولة بنت عبّي، ذلك الموقف الذي خرج بشكل سافر عن إجماع المغاربة، أغلبية ومعارضة ومن كل الشرائح والفئات بخصوص قضية الصحراء، وتبنِّيهِم مبادرة منح الأقاليم الصحراوية الحكم الذاتي الموسع كحل لنزاع داخلي دام ما يقارب الأربعة عقود.
فقد شككت النائبة المحترمة في وحدة المغاربة وقسمتهم إلى شماليين دخلاء وجنوبيين أصليين...(انقر لقراءة المقال كما نشر بالقدس العربي اللندنيةأو كما نشر بالمساء المغربية)
.
خلافا لما تم بذله من جهود فكرية لدراسة 'العقل العربي' ونقده من قبل فلاسفة ومفكرين عرب لم يكن المرحوم محمد عابد الجابري أولهم وإن كان أشهرهم، لم تحظ 'النفس العربية' من جهتها بما يلزم من الدراسات السيكولوجية، مع أن الحاجة في الوطن العربي إلى هذا النوع من دراسة الجوانب النفسية والاجتماعية ذات الصلة بالموروث الثقافي في علاقته بواقع ومتغيرات العصر، باتت أكثر إلحاحا مع تنامي مسببات الاضطرابات النفسية والاجتماعية، وعلى رأسها العجز السياسي والاقتصادي والتنموي وما ينجم عنه من تنامي تجاوزات واعتقال وتعذيب وتضييق وتفشي بطالة وتعمق فوارق طبقية وتدني مستوى نظم وفساد مؤسسات، وما يخلفه...(انقر لقراءة المقال كما نشر بالقدس العربي اللندنية أو كما نشر بالمساء المغربية)
.
في ذكرى دافوس 2009: صفعة أخرى لبيريس أو نحو مغرب ممانع

يفيد الدارسَ كثيرا كما يفيد المتتبعَ العاديَ للشأن السياسي أن يتذكر بعض المواقف التي وعلى بساطتها أو هامشيتها أحيانا، كانت بمثابة نقطة تحوّل جذري في العلاقات بين الدول. فقد رأينا كيف أن مشادة كلامية بين العقيد القذافي والملك السعودي عصفت بالعلاقات بين بلديهما ولم ينجح في رأب صدعها إلى الآن تزاحم وساطات ولا توالي قمم ومصالحات، ورأينا كيف أن تسمية شارع بطهران باسم الإسلامبولي قاتل المطبِّع الأول، أتت ولو كسبب ظاهري، على ما كان متبقيا من علاقات بين مصر وإيران، ورأينا كيف أن تصريحات مسؤول إيراني حول 'إيرانية' البحرين أضرّت كثيرا بالعلاقات بين البلدين وبين إيران ودول كثيرة تضامنت مع البحرين. لكن ودائما بخصوص المواقف البسيطة ظاهريا والهائلة من حيث المؤدى والنتائج، فإن أهم ما شهدناه في الفترة الأخيرة يبقى الموقف.....
.

لا يلبث المدقّق في الظروف الدولية في العقدين الأخيرين أن يلاحظ أنها أشبهُ ما تكون بالظروف التي سبقت
الحرب العالمية الثانية في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، فقد سبق تلك الفترة اختلال التوازن الاستراتيجي والعسكري لصالح القوى المنتصرة في الحرب العالمية الأولى، وتبوأ معيار القوة صدارة المعايير التي تحكم العلاقات الدولية مع ما يولّده استعمال القوى المُهيمنة المفرط لقدراتها العسكرية من تنامي تيارات ونزعات محلية عنيفة بالدول المستضعفة، فكانت بريطانيا وروسيا وفرنسا على الخصوص حريصة على جعل تأسيس عصبة الأمم على رأس.....
.

هكذا صارت حال 'الاهرام'، طبعا لا أقصد الأهرام الصخرية الشامخة التي تشهد أن الحضارة المصرية وعراقتها واقعٌ ماثِلٌ وأنّ الإنسان المصري يستطيع حين يريد أو حين يُوجَّه الوِجهة السليمة، وإنما أعني المؤسسة التي تُصدر جريدة 'الأهرام' المصرية في ثلاث طبعات يومية وطبعة دولية وأخرى عربية. وللقلائل ممّن لم يسمعوا قط عن جريدة 'الأهرام' فهي من أقدم الجرائد العربية، أسسها الأخوان من أصل لبناني 'بشارة وسليم تقلا' وصدر أول عدد منها بالإسكندرية في أواخر 1876. وقد تعاقب على إدارة أو رئاسة تحرير الجريدة على مدى عقود العديدُ من أعلام مصر والعالم العربي في الصحافة والأدب......
.
ضيوف الأمّة

كانت تجلّيا ملائكيا للبراءة الخالصة التي لم تشُبْها قطُّ شُبْهةٌ أو تعكّرْ صفاءها تُهَمٌ أو ظنون، فقد كانت بالكاد في صيفها الخامس، مرحة ومفعمة بالحيوية، وكانت عيناها الزرقاوان زرقة تميل إلى الرمادي تشِعّان ذكاءً وتعكسان سعادةً تبدو حقيقية في أغلب الأحيان قبل أن ترتسم على محياها، بين الفينة والأخرى، نظرات تضفي على ملامحها الجرمانية مَسحة حزينة، تزيدها بريقا وجاذبية أفقدَت أحدَ أبناء العم يونس ريادته في جلب اهتمام الجميع، كما أفقدته رزانته التي تميزه عن إخوته وهو الذي لم يتجاوز السابعة من عمره. لاحظ أن ابنه كان مهتما بتلك الصبية حدّ الشغف......
.
أثارت العملية الفدائية النوعية الأخيرة بالضفة الغربية تساؤلات عدة، ليس حول توقيتها الذي لا يخفى أنه تزامن مع إعلان انطلاق المفاوضات المباشرة رأسا لرأس بين 'إسرائيلي' قوي حدّ كسر كلمة الولايات المتحدة ذاتها وفرض شروطه كاملة غير منقوصة، و'فلسطيني' ناقص شرعية وأهلية تمثيل وتفويض.
كما لم تقف التساؤلات كثيرا عند هدف العملية الفدائية المتمثل في بعث المقاومة رسالةَ تذكير وتحذير وتبرئة ذمة، ولا عند الطرف المستفيد منها الذي هو حماس ومن سار على نهجها المقاوم، الفعال والبطيء والمتواضع على كل حال. لم ينصبّ التساؤل بعد العملية حول كل هذا أو حتى حول الموضوع الأهم....
.
أزمة غذائية عالمية على الأبواب؟
احتلت أخبار الأزمة المالية العالمية واجهة المنابر الإعلامية وشغلت السياسيين قبل الاقتصاديين عبر العالم لشهور ومازالت، ولا يكاد يخلو يومٌ من خبر ذي صلة بالأزمة، عن ارتفاع معدلات البطالة إلى نسب تفوق ما تتحمله اقتصاديات كانت توصف بالقوة والمناعة إلى عهد قريب، أو عن إفلاس مؤسسات مالية وصناديق سيادية بالجملة، إلى غيرها من الأخبار الكارثية.
وفي فورة وحمأة الارتباك المالي يكاد العالم ينسى أن في الأفق المنظور لا قدر الله، أزمة غذائية عالمية يمكن أن تترتب عنها مجاعات قد لا تستثني الغرب وكافة أغنياء العالم، أزمة غذائية عالمية لا يمكن مقارنتها........
.

هالني ما جاء في افتتاحيةٍ لإحدى صحف المهجر العربية بشأن تنظيم القاعدة، ليس لأن كاتبها أتى بجديدٍ حول الهجمة المريعة والمحزنة الأخيرة بالعراق، فمثل نغمته الهتشكوكية حول خطورة ووحشية تنظيم شبح لم تعد تطرب أحدا لكثرة ترددها على المسامع، ولا أحد عاد يجهل أن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، بغض النظر عن طبيعته المقاومة حسب البعض أو الإرهابية حسب البعض الآخر، صار مشجبا تعلق عليه الأطراف الداخلية والخارجية كل مآسي العراق، أو منشفة يمسح بها مجرمو الداخل والخارج أيديهم بعد كل مذبحة يباشرون أو يُسَهّلون تنفيذَها، ولا أحد ما زال يصدق بالحرف...
.
كلام عن مرتزقة الافتاء السياسوي ومروجي طروحات الاستئصال
في المجال السياسي وبالذات في شقّيه الحقوقي والتشريعي، بيت الداء العربي المزمن، يتساءل المرء لماذا لا نملك متخصصين بما يقتضيه التخصص من وعي وعزم وهمة، وانتماء إلى حظيرة علمية، وانخراط ونزاهة وصلاح ذمة؟ لماذا نفتقر إلى متخصصين في العلوم السياسية والدراسات الاجتماعية والقانونية والتشريعية، قادرين على تكوين مجتمعات علمية ذات قيمة ومكانة يستطيعون من خلالها تصور وفرض وإنجاح المشاريع العلمية والثقافية والحضارية، لقيادة المجتمعات العربية إلى نهضة تأخرت كثيرا ولا مؤشر على قيامها في القريب المنظور؟ مع أن بإمكان هؤلاء العلماء والمتخصصين، متى سمح لهم بالوجود والبروز ومنحت لهم حرية وإمكانات التطور، والارتقاء بتصور وصياغة وقيادة المشاريع......
.
أن يضعف نظام سياسي أمام معارضيه أمر طبيعي يحدث في كل دول العالم، وقد تكون قَوّة المعارضة سياسيا وشعبيا محمودة إذا كانت تخدم مصلحة البلد وتأتي بمن هم أفضل إلى سُدّة الحكم، ليقع تداولُ السلطة ويُقدِّمَ الخلفُ بدائلَ لما استعصى على السّلف. أما أن يضعف نظام سياسي ومعارضوه على السواء كما هو الحال في مصر، فهذا ما لا يمكن اعتباره طبيعيا ولا محمودا، لأنه بكل بساطة انتحار جماعي للبلد وأقصر طريق يمكن أن تسلكه دولة ما إلى قائمة الدول الفاشلة. لماذا إذن يصرّ النظام المصري المتهالك على مزيد من إضعاف المعارضة؟ وهل يعي، في ظل ضعفه وعزلته الإقليمية وعدم وضوح آليات انتقال السلطة، خطورة إفراغ العمل السياسي من محتواه وجدواه، على استقرار مصر ووحدتها وأمنها القومي؟......
.
أثار إعلان حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري عن عزمه زيارة القدس المحتل، ردودَ فعلٍ دينية وسياسية غاضبة، واتضح مجدّدا التباين الكبير الحاصل في الآراء والتوجّهات والاجتهادات بين علماء المسلمين، وبالضبط بين العلماء المستقلين المحايدين وعلماء السلطة وأجرائها من محترفي السياسة، بما تعنيه من تهميش وتبخيس لدور الأخلاق والأعراف والقيم في قيادة الأمم والشعوب، عكس ما تقتضيه أدوارهم كعلماء دين يفترض فيهم القيام بواجبهم التوجيهي الذي يسعى إلى تطويع المواقف والقرارات السياسية لتنسجم مع المقتضيات الشرعية والأخلاقية وتوافق منظومة القيم وليس العكس. يقول السيد زقزوق مغرّدا خارج السّرب، في ما يشبه نوعا من فورة 'عِزّة بالإثم': 'أتحدى المزايدين.....
.
وقود الإمبراطورية ونهاية تزييف التاريخ
ينبئنا التاريخ بقاعدة ثابتة مفادها أنّ الإمبراطوريات تنشأ وتتمدد وتقوى حتى إذا بلغت قوتها حدّا معينا بدأت لديها 'المراحل العكسية' من انكماش وتفكك، وذلك في ظاهرة تكررت في شتى بقاع العالم وفي كل الأزمنة، ولا مناص من أن تواصل تكرار نفسها، رغم ما قيل وما بُثَّ في الأذهان عن نهاية التاريخ التي لا تعدو أن تكون في نظري أكثر من محاولة من مفكرين أمريكيين، وعلى رأسهم فوكوياما، لإمداد الإمبراطورية الأمريكية بالوقود الايديولوجي اللازم لإطالة أمد مرحلة القوة أو بالأحرى مرحلة الاستقواء، وبالتالي تأخير مرحلة الانكماش وباقي المراحل العكسية. غير أن هناك أسئلة جوهرية حول موضوع الإمبراطوريات لا يمكن أن نجد لها إجابات جاهزة في كتب التاريخ، أسئلة لا تكفي الأحداث والوقائع التاريخية مجرّدةً، لإلقاء الضوء عليها بما يستقيم مع المنطق، ويبدّد أي غموض أو تناقض، وينزع عن الأحداث 'عجائبيتها' التي يمكن أن تشكّل عائقا أمام فهم أعمق......

.
مقالات أقدم لسنة 2010
أثنار: خبير القلاع الأمامية والحروب الاستباقية (06-07-2010)
انقر لقراءة المقال كما نشر بالصحيفة
كسبُ جولةٍ من جولات الصراع مع الصهيونية؟ (17-06-2010)
انقر لقراءة المقال كما نشر بالصحيفة
الجامعة العربية: صنمُ الوحدةِ الذي لم يَعُدْ يُمَجِّدُه أحد (11-06-2010)
انقر لقراءة المقال كما نشر بالصحيفة
العطر والقارورة بين 'كنافة' نابلس و'مسخّن' عارورة (04-05-2010)
انقر لقراءة المقال كما نشر بالصحيفة
في نقد الإعلام المبرمَج ودخول 'غوغل' على الخط (30-04-2010)
انقر لقراءة المقال كما نشر بالصحيفة
كوميديا سوداء ل 'شاهد مَفْهِمْش حاجة (19-04-2010)
انقر لقراءة المقال كما نشر بالصحيفة
المعلمون العرب: بين اختلال النظم وحيف الأنظمة (06-04-2010)
انقر لقراءة المقال كما نشر بالصحيفة
إصلاح الأمم المتحدة، قبل فوات الأوان (05-04-2010)
انقر لقراءة المقال كما نشر بالصحيفة
الديمقراطية التناسبية: نِدِّيَةٌ محلية ودولية (02-04-2010)
انقر لقراءة المقال كما نشر بالصحيفة
رويترز' والمستنقع السياسي المصري (25-03-2010)
انقر لقراءة المقال كما نشر بالصحيفة
شمس الممانعة تسطع من جديد (15-03-2010)
انقر لقراءة المقال كما نشر بالصحيفة